فلسطين أون لاين

تقرير "بائع المعمول الصغير"..  يتجول بين الخيام لإطعام أسرته

...
خان يونس/ محمد طوطح

"هي المعمول السخن، هي المعمول الطازة" بهذه الكلمات ينادي الطفل نصيف أبو وردة مع إشراقة كل صباح لبيع ما صنعته والدته من الكعك والمعمول لتوفير مصدر دخل للعائلة. 

ويتجول نصيف (11 عامًا) بين خيام النازحين في مدينة أصداء غرب مدينة خان يونس لمدة لا تقل عن 12ساعة حاملاً بين يديه الصغيرة "صينية المعمول". 

نزح  أبو وردة مع عائلته من شمال قطاع غزة وبالتحديد من مدينة جباليا إلى الجنوب بسبب تداعيات الحرب (الإسرائيلية) التي بدأت في ال 7 من أكتوبر الماضي. 

وينتمي الطفل نصيف  لأسرة بسيطة مكونة من 8 أفراد تعيش في خيمة تفتقر إلى أدنى مقومات الحياة حالها كحال معظم أهالي قطاع غزة الذين نزحوا بعد تدمير بيوتهم وممتلكاتهم. 

توفير مصدر دخل 

يقول نصيف بعد تنهيدة كبيرة :"أنا بطلع أبيع كل يوم لأنو أبويا فقد شغلو بسبب الحرب وعشان أساعد أهلي في المصروف ونقدر نعيش لأنو فش مصدر رزق إلنا". 

ورغم ما يظهر عليه من التعب والإرهاق تكاد الإبتسامة لا تفارق وجهه وعند سؤالي عن سر تلك الإبتسامه أجاب "هادي سر المهنة الناس بتشتري مني عشان أنا بضحكلهم دايمًا". 

حال نصيف لا يختلف كثيرًا عن حال معظم الأطفال داخل مخيمات النزوح فتكاد لا تخلو لحظة من مرور الباعة المتجولين بين الخيام لإلتقاط أرزاقهم في ظل الظروف الصعبة التي يعيشونها هناك.

وفرضت ظروف الحرب على الأطفال تحمل تبعات كبيرة حرمتهم من طفولتهم، فيشاركون في تعبئة المياه وطهي الطعام وجلب الأخشاب والوقوف على طوابير الخبز وتكايا المساعدات. 

أبو وردة إبن الصف السادس الإبتدائي حُرم من التعليم طيلة ال9 أشهر السابقة كغيره من أبناء شعبه بعد أن دمر الاحتلال الكثير من المدارس وبسبب الحرب المستمرة على قطاع غزة. 

ومع حلول مساء كل يوم تنتظر أمه عودته بعد عمل مضن يمضيه طفلها الصغير في التجوال بين الخيام، إذ بات ما يجنيه طفلها مصدر دخل العائلة الوحيد لتبدأ بالاستعداد ليوم عمل آخر. 

ويشار إلى أن معظم أهالي قطاع غزة فقدوا أعمالهم نتيجة الحرب (الإسرائيلية) على قطاع غزة ولا يوجد لديهم مصدر دخل منذ 9 أشهر تقريبًا.